محتويات المقالة
مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s disease)، هو عبارة عن مرض تنكُسي عصبي يُصيب الدماغ ويعمل على تدمير خلايا الذاكرة ببطء، ويتطور ليُفقد الإنسان قدرته على التفكير والتعلم، وقد ينتهي الحال بمريض الزهايمر حد الإصابة بالهلوسة أو بحالاتٍ من الجنون المؤقت وتعد هذه المرحلة هي أخطر مراحل مرض الزهايمر وتتمثل في اعراض الزهايمر المُتأخرة، حيثُ تتدهور حالة المريض مع تقدم المرض ويفقد القدرة على التحكم في وظائف الجسم، ويحتاج إلى رعاية خاصة في هذه الفترة الحرجة.
تم اكتشاف مرض الزهايمر في عام 1907 على يد العالم الألماني (Alois Alzheimer)، وهو من أمراض الشيخوخة، عادةً ما يُصيب الأشخاص فوق سن الستين عاماً، ويرجع السبب في ذلك إلى عدد من الأسباب الوراثية أو سيكولوجية التقدم في العمر، إصابات الرأس، ارتفاع ضغط الدم، مرض السُكري أو التعرض لحوادث الكهرباء المُتعددة وغيرها من أسباب الإصابة بالزهايمر.
أوضحت الدراسات أن مرض الزهايمر يبدأ عند المريض قبل ظهور أعراض المرض بفترة طويلة، وهي المراحل الأولى من المرض، والتي يُطلق عليها (مرض الزهايمر قبل السريري) حيثُ تكون الأعراض غير واضحة ولا يُمكن ملاحظتها، وقد تستمر هذه المرحلة لسنواتٍ طويلة، والحالة الوحيدة لاكتشاف المرض مُبكراً هو من خلال إجراء فحوصات تقنيات التصوير الحديثة، التي تُظهر ترسبات مادة أميلويد بيتا (Amyloid beta) وتكون رُقع من نوع من البروتين موجود بالمخ داخل خلايا المخ، كما يُشكل الأميلويد بيتا تكتلات داخل الخلايا العصبية وتُسمى هذه الحالة (الاعتلال الوعائي للأميلويد) حيثُ تبدأ السموم في الانتشار في المُخ، وينتج عنها ضرر في قدرات الخلايا العصبية وينتهي المطاف لموت هذه الخلايا، وتقلص المُخ تدريجياً.
خلال المرحلة المتوسطة من مرض الزهايمر والتي يُطلق عليها (مرحلة الخرف الخفيف) يُمكن ملاحظة أعراض خفيفة تُنذر عن الإصابة بمرض الزهايمر، وفي حالة التشخيص المُبكر للحالة يُمكن إنقاذ المريض بالتدخل الطبي قبل أن تتدهور الحالة الصحية وينتهي الحال بالمريض إلى مرحلة مرض الزهايمر الحاد والتي يصعُب السيطرة عليها وعلاجها.
إذاً ما هي مراحل مرض الزهايمر وأهم أعراضه هذا ما سوف نوضحه لكم في هذا المقال من سوبراكلينيك.
اعراض الزهايمر المتقدمة والمتأخرة
يمر مرض الزهايمر بعدة مراحل، وتتميز كل مرحلة بأعراض مُعينة، ناهيك عن أن هذ الأعراض قد تختلف باختلاف المنطقة أو بمعنى أصح الخلايا العصبية المُصابة في المخ ووظيفة كل خلية، وعادةً ما تبدأ الأعراض بضعف وفقدان طفيف في الذاكرة يكون مصحوباً بإصابة المريض بتشوش في التفكير وعدم القدرة على التركيز بشكل طبيعي والارتباك، وغالباً ما تنتهي هذه الحالة بحدوث ضرر بالغ مُستديم لا يمكن معالجته في قدرات المريض العقلية.أولاً: اعراض الزهايمر المتقدمة
- وجود صعوبة في التفكير والتخطيط للقيام بالمهام أو الأعمال المُستقبلية.
- النسيان المُتكرر وصعوبة التركيز، خاصةً نسيان الأحداث المُهمة وأسامي الأشخاص، ناهيك عن أن مريض الزهايمر قد ينسى حتى تفاصيل حدثٍ كامل وليس تاريخه فقط.
- تكرار الكلمات والجمل ونفس الأسئلة أكثر من مرة، وعدم تذكُر أنهم بالفعل قد طرحوها على الشخص مُسبقاً.
- نسيان أماكن الأغراض التي تُستخدم بصفة يومية وعدم القدرة على التمييز بين أفراد العائلة.
- وضع الأغراض في أماكن أخرى غير مكانها الصحيح، حتى أن مريض الزهايمر قد يقوم بوضع الأغراض في أماكن غير منطقية، مثل وضع فرشاة الأسنان في الثلاجة.
- وجود مشاكل في التحدث واختيار الكلام المُناسب للرد، ناهيك عن وجود مشاكل في القدرة على التحدث ونُطق الكلام بطريقة صحيحة، وهو ما يُزيد من صعوبة التعامل مع المريض وفهم ما يُريد قوله خاصةً في حال تكرار الكلمة أكثر من مرة في اللحظة الواحدة.
- كما قد يصل مريض الزهايمر إلى حد فُقدان الإحساس بالزمان والمكان، فينسى طريق العودة إلى المنزل رغم وجوده في الشارع الذي يقطُن فيه.
ثانياً: اعراض الزهايمر المتأخرة
- المزاج المُتقلب بشكل دائم، حيثُ قد تجد مريض الزهايمر ينتقل وبشكل مُفاجئ من حالة الفرح والضحك والهدوء إلى البُكاء المُستمر دون وجود سبب واضح يُفسر ذلك.
- تغيرات مُفاجئة في الشخصية، من الصعب أن تكسب ثقة مريض الزهايمر حتى إن كنت أحد أفراد عائلته، فهو بالكاد يتذكرك! حيثُ يتسم مريض الزهايمر بأنه كثير الشك ولديه إحساس مُستمر بعدم الثقة أو الشعور بالأمان ممن حوله.
- اللامبالاة والسلبية، حيثُ يُصاب مريض الزهايمر بحالة من فتور المشاعر وعدم الاكتراث إلى الهوايات والأمور المُحببة إليه من قبل، ويفضل أكثر النوم الكثير وعدم الاكتراث لما يحدث حوله.
- الاكتئاب، حيثُ يدخل مريض الزهايمر في حالة من الاكتئاب والانطواء الاجتماعي ويميل إلى العدوانية في التعامل مع الغير.
- إهمال النظافة الشخصية وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
- فقدان القدرة على التحكم في قضاء الحاجة.
مضاعفات مرض الزهايمر
في حالة عدم تشخيص مرض الزهايمر واستشارة الطبيب لعلاج المرض في مراحله المُبكرة، يستمر الضرر في خلايا المخ، وتتأثر مراكز التحكم في الشهية لدى المريض، حتى أنه يُصبح غير قادر على التعرف على الجوع أو العطش، وتبدأ حالة من المُعاناة والأرق ويكون مريض الزهايمر أكثر عُرضةً من غيره في التأثر بالمخاطر السلبية للأدوية ويسهل إصابته بالأمراض النفسية ويعتمد المريض اعتماداً كلياً في هذه الحالة على الغير ويحتاج لرعاية خاصة. لذلك يكمُن الحل المثالي في الوقاية والعلاج المبُكر لمرض الزهايمر لتجنب تدهور الحالة الصحية والوصول إلى المرحلة الحادة من المرض التي يصعُب علاجها.